أفريقيا تعزز مكانتها الاقتصادية مع تركيا
رئيس “منتدى التعاون الصناعي العالمي” أوتقو بنكيسو للأناضول: العالم سيصبح أكثر ارتباطا بإفريقيا مع مرور الوقت
قال أوتقو بنكيسو، رئيس “منتدى التعاون الصناعي العالمي” (مقره إسطنبول)، إن القارة الأفريقية تعزز مكانتها باستمرار على مؤشرات الصادرات التركية بفضل حجم التبادل التجاري، مشيرا إلى أن وجود 54 دولة في القارة يشكل “عامل جذب مهم” بالنسبة لتركيا.
جاء ذلك في مقابلة أجرتها الأناضول مع بنكيسو قبيل انطلاق أعمال الدورة الحادية عشرة لمنتدى التعاون الصناعي العالمي في مدينة إسطنبول التركية، يومي الثلاثاء والأربعاء، والتي من المقرر أن تناقش واقع السوق الأفريقي، في ظل مشاركة رفيعة المستوى.
وانضمت تركيا إلى الاتحاد الأفريقي بصفة مراقب عام 2005، بهدف تطوير العلاقات الثنائية مع القارة، وشهدت العلاقات الثنائية بين الجانبين تطورا ملحوظا عقب إعلان تركيا الشراكة الاستراتيجية مع الاتحاد الأفريقي عام 2008.
اهتمام بالسوق الأفريقي
وأشار بنكيسو إلى أن التبادل التجاري مع إفريقيا لم يعد يقتصر على القارة السمراء وحدها، “ذلك أن تعداد سكان القارة البالغ نحو 1.4 مليار نسمة، في 54 دولة، بناتج محلي إجمالي يبلغ 3.25 تريليونات دولار، بالإضافة إلى حوالي تريليون دولار من الواردات سنويًا، بات يشكل سوقًا جذّابًا بالنسبة للاستثمارات والصادرات التركية”
وقال بنكيسو إن “هدف المنتدى هو زيادة اهتمام الشركات العاملة في تركيا والشركات الصغيرة والمتوسطة والمنتجين والمصدرين بالسوق الإفريقي، الذي يعتبر سوقا جديدا وأكثر استراتيجية”.
وأكد أن تركيا “تحتاج إلى تنويع صادراتها”، مشيرًا إلى أن “الاتحاد الأوروبي والشرق الأوسط يعتبران أسواقا رئيسية وتقليدية للصادرات التركية”.
وفيما يتعلق بواقع الاقتصاد الإفريقي قال بنكسيو: “في قارة أفريقيا، يعيش حوالي 1.5 مليار شخص، ونحن نتحدث حاليًا عن اقتصاد يبلغ حوالي 3.25 تريليون دولار، وبحلول عام 2050، من المتوقع أن يرتفع عدد السكان إلى 2.8 مليار نسمة”.
وأفاد أن “العالم سيصبح أكثر ارتباطا بأفريقيا بمرور الوقت”، موضحا أن “القارة الأفريقية كانت سابقا تقتصر على خمس مناطق فقط: شمال، جنوب، شرق، غرب، ووسط، أما الآن فقد أضاف الخبراء والبنك الدولي وتقارير منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية منطقة سادسة تسمى الشتات الأفريقي (في إشارة إلى المهاجرين الأفارقة)”.
ومن المتوقع أن تصل القوة الشرائية للأمريكيين من أصل أفريقي الذين يعيشون في الولايات المتحدة إلى 1.7 تريليون دولار”، وفق بنكيسو.
اهتمام تركي
وفيما يتعلق بتنامي الاهتمام التركي بالقارة الأفريقية، أرجع بنكيسو ذلك إلى “تطوّر العلاقات البينية بين تركيا وأفريقيا، ما سمح لأنقرة بمد جسور العلاقات التجارية إلى بلدان وقارات أخرى”.
ومبشرا باستكشاف الأسواق الأفريقية، قال: “يوجد أكثر من 500 ألف إفريقي يزورون الولايات المتحدة سنويًا لأغراض العمل والتجارة، لذا هناك إمكانية لاستكشاف هذه الأسواق”.
واعتبر أن “أفريقيا لم تعد تقتصر على القارة السمراء وحدها. فتعداد سكان القارة يتوزع على 54 دولة، بناتج محلي إجمالي يبلغ 3.25 تريليونات دولار، بالإضافة إلى حوالي تريليون دولار من الواردات سنويًا، وهو ما بات يشكل سوقا جذابا بالنسبة للاستثمارات والصادرات التركية”.
كما لفت إلى أن المنتدى سيستضيف 1500 شركة تجارية إفريقية، وقال: “قمنا باختيار هذه الشركات بعناية وعلى أساس تعاملاتها السابقة مع الاتحاد الأوروبي، أو الصين، أو الإمارات العربية المتحدة، أو الهند”.
وتابع: “نشهد الآن تقلصا في السوق الأوروبية أيضا، فالاقتصاد الألماني يتقلص في ظل تنامي خطر الركود، وفرنسا تعاني من وضع مشابه، وسوق التصدير في إيطاليا، بدأ يدخل مرحلة الشيخوخة، وسكانها آخذون في التناقص خلال العقد الأخير”.
وأشار بنكيسو إلى أن “رومانيا، فقدت 26 بالمئة من سكانها في العقد الأخير، لذا فإن العالم بحاجة إلى بديل قادر على تنويع الصادرات”.
رئيس منتدى التعاون الصناعي العالمي، أكد أن “حجم التجارة التركية مع القارة الأفريقية يبلغ 35.5 مليار دولار، وهو متوقف عند هذا المستوى”.
وأردف: “هناك إمكانيات كبيرة في القارة السمراء. كما أن الأفارقة أحيانًا لا يرغبون في الاحتفاظ بأموالهم في المصارف المحلية، لذلك فهم يرسلون أموالهم من حسابات الشتات في الولايات المتحدة أو بريطانيا أو فرنسا أو بلجيكا إلى تركيا بغرض التجارة”.
وأوضح بنكيسو أنه “بعد هذه الخطوة، بدأ في تركيا يتزايد الاهتمام بأفريقيا، وزاد عدد السفارات التركية في القارة السمراء من 12 إلى 44”.
وبشأن مستقبل الاستثمار في القارة، أوضح بنكيسو أن “في أفريقيا فرصًا استثمارية تنتظر المصدرين الأتراك في العديد من القطاعات، بينها البناء والبنية التحتية والزراعة، والمنتجات الغذائية والنسيج، بالإضافة إلى التكنولوجيا والسيارات”.
ويرى مؤرخون أفارقة أن علاقات تركيا مع الدول الأفريقية تقوم على أسس إنسانية مبنية على الأخوة والتعاون والشراكة المتبادلة، على عكس العلاقات التي أقامتها القوى الغربية مع بلدان القارة.