إسرائيل وجهود التوسع والنفوذ في إفريقيا
بقلم / مرتضى أحمد
مقـدمـة:
لاشك أن رغبة التوسع وتحقيق النفوذ في القارة الأفريقية لدى الكيان الإسرائيلي هو استراتيجية تعكس مخططات ودراسات تم اعتمادها في أروقة صناع القرار في إسرائيل ،وأن كل الجهود تنصب لتثبيت كيان” دولة إسرائيل”، وفتح دائرة المجال الحيوي للقدرة على التأثير والمحافظة على التفوق والردع النووي، بحيث لم تدخر في ذلك كل إمكانياتها وقدراتها وعلاقاتها التي تكونت عبر السنين منذ إعلانهم عن دولة إسرائيل في 1948 ، وحاول الكيان الإسرائيلي مبكراً إيجاد أرضية لإقامة علاقات والاعتراف به في إفريقيا، وتمكنت بالفعل من فتح العديد من السفارات ، ثم بعد حرب أكتوبر 1973، تم إغلاق العديد من السفارات الإسرائيلية في الدول الأفريقية الأخرى، وخسرت بذلك مستوى التفاعل التصاعدي للقادة الأفارقة مع وجود الكيان والتفاعل ومعه على مستوى العلاقات والتنسيق، بل وصل الأمر أحياناً إلى مستوى القطيعة .
وظلت محاولاتهم في الاعتراف بهم وكسب التأييد لهم في إفريقيا مستمرة ولم تتوقف منذ ذلك التاريخ ، ولم تخرج إفريقيا من هذه الجهود وحاولت أن ترتقي بها إلى المستوى الذي تطمح له ، وجاءت عملية “عنتيبي” التي وقعت في الرابع من يوليو/ 1976 في “أوغندا ” لتشكل حدثاً مهماً ومفصلياً في تغيير استراتيجية الكيان الإسرائيلي في عملية التواجد وتحقيق نفوذ في إفريقيا ،حين اختطفت مجموعة من الفلسطينيين واليساريين الأمميين طائرة فرنسية على متنها 248 راكبا في أوغندا، وأطلقوا جميع الركاب عدا اليهود، وطالبوا بالمقابل بتحرير أسرى فلسطينيين من السجون الإسرائيلية ، حينها قامت إسرائيل على مباشرة بإرسال ما يقارب من 100 جندي من القوات الخاصة إلى أوغندا لتنفيذ عملية الإنقاذ، واستشعرت إسرائيل الأهمية الحيوية لوجودها العسكري في إفريقيا ، فتدشن بعد إتمام العملية، علاقة تعاون مستمرة في المجال العسكري بين البلدين ظلت مستمرة إلى وقتنا هذا ،
وترتب على هذا التعاون التركيز على السماح باستمرار تواجد المدربين الإسرائيليين الخاصين في العاصمة الأوغندية كامبالا، وهو ما زال يلحظ إلى وقتنا هذا، وتوسعت دائرة النفوذ الإسرائيلي في مختلف الدوائر الأمنية الأفريقية، من خلال تقديم الاستشارات العسكرية من المتقاعدين من الجيش الإسرائيلي، فضلا عن توسيع دور الشركات الأمنية الإسرائيلية في أفريقيا والمشاركة في تدريب وحدات النخبة في الجيوش الأفريقية، ومن حينها بدأت تتشكل نقاط ارتكاز للنفوذ الإسرائيلي بشكل واضح، ثم أعقب ذلك خطوة النجاح في الترويج للخبرات العسكرية الإسرائيلية في الدوائر الأمنية، ومن تم أصبح ظاهراً بشكل واضح توجه العديد من الدول الأفريقية نحو الاستعانة بشركات الأمن الإسرائيلية لتدريب الوحدات الخاصة بحماية القيادات أو تلك المعدة للعمل في مناطق الصراع.
وبهذا تمكنت إسرائيل من اختراق العديد من الدوائر الأمنية الأفريقية من خلال نظام المدربين الخاصين، وبحلول عام 2024، أشارت التقارير إلى أن قوات الكوماندوز الإسرائيلية تقوم بتدريب قوات محلية في أكثر من 12 دولة أفريقية، وتشمل قائمة الدول المتعاونة دول مثل إثيوبيا ورواندا وكينيا وتنزانيا ومالاوي وزامبيا وجنوب أفريقيا وأنغولا ونيجيريا والكاميرون وتوغو وساحل العاج وغانا وأوغندا وإريتريا وجنوب السودان وغيرها، وعملت هذه الاستراتيجية على ……………..