إلى أين تسير تشاد الآن؟ وما المصير الذي ينتظرها؟
بقلم د. عبد اللطيف ادم موسي
إنها وقفات سريعة مرتبطة بالقراءة حول المشهد السياسي الذي تعيشه تشاد هذه الأيام، وهي حالات ما يعرف (بالاضطراب الفكري) نحو قضايا الحالة السياسية والأمنية والاقتصادية في البلاد وكيفية إدارتها، على الصعيد الداخلي والخارجي ونجد الأهم في ذلك هو الحالة الداخلية، ومن ضمنها الخلافات الحادة بين أفراد الأسرة الحاكمة، وهي خلافات ناجمة عن عدم مقدرة النظام في توحيد الرؤى في إدارة الأمور الداخلية للبلاد، ومن أهمها الأوضاع المعيشية والاقتصادية المتردية التي يعاني منها المواطن، ويضاف إلى ذلك عدم مقدرة النظام في توحيد الإرادة السياسية الداخلية، وأيضا مع عدم الالتزام الكافي من قبل الحكومة بما يتعلق بتنفيذ اتفاق حوار الدوحة، ومحاولة وضعه في سلة المهملات.
يشمل الأمر أيضا التعديلات أو التغييرات الوزارية المتكررة مع استمرار حالات الإقصاء والتهميش التي لا تزال مستمرة حتى الآن.
وعلى صعيد الترتيب نحو القضايا الخارجية، ظهر الارتباك الواضح جليا في بعض الملفات المهمة والحساسة، وذلك نتيجة للتداخلات والاملاءات الخارجية، والتي تراعي مصلحتها العليا، انعكس ذلك سلبا وزاد من وتيرة الأزمة السياسية والأمنية والخلافات الداخلية وجهات النظر المتباينة نتيجة للوضع السياسي الداخلي والخارجي الذي أصبح يدار بطريقة غير ممنهجة ومرتبة.
الخلافات الداخلية لا تزال قائمة حول دعم ميليشيات التمرد في السودان وبالذات في دوائر القيادة العسكرية، وجهات نظر بعض أصحاب النفوذ في السلطة ومواقفهم حيال الحرب السودانية الدائرة الآن وما يترتب عليها من مخاطر اجتماعية وسياسية وأمنية واقتصادية في المستقبل القريب، مع سعيهم الجاد والمناداة بالكف عنها أو مساندتها في تسهيل إيصال الدعم لها.
تعيين (أغبش) الأخير في قيادة الجيش والأمن أيضا يعتبر ذات ارتباط بالوصايا والضغوط الخارجية.
هجمات (بوكو حرام الأخيرة) و المدعومة بقوة من جهة (ما) أيضا تمثل أحد أدوات وكروت الضغط الخارجي للحكومة التشادية، والغرض من ذلك كله هو إجبارها على تنفيذ أجندة داخلية وخارجية محددة.
وأخيرا نشر قوات من الجيش والأمن التشادي قبل يومين على الحدود مع السودان يزيد من مخاوف الوضع الداخلي، والمتوقع أن تحدث فيه بعض التوترات على الحدود من قبل بعض الحركات التشادية المعارضة، والتي ظهرت بدعم وسند خارجي وإعلامي (ما) وبدأت تنشط مؤخرا في الساحة السياسية.
ختاما: استمرارية المشهد عموما لا تزال قائمة حول تلك المحاور والمرتكزات، مع متوقعات حدوث تطورات ومتغيرات مرتقبة في المشهد السياسي التشادي والتي تعطينا حق السؤال الافتراضي، إلى أين تسير تشاد الآن؟ وما المصير الذي ينتظرها؟