اقتصاد القارة الأفريقية وآفاق المستقبل
بقلم الدكتور: عبد اللطيف آدم موسي
يسرنا في مركز الوعي للبحوث والدراسات الأفريقية أن نتناول ونستعرض من خلال هذه الدراسة الوقوف على بعض الجوانب والموجهات الكلية للعملية الاقتصادية في القارة بنهج وصفي وموضعي ورقمي.
بالرغم من أن القارة حُبلي وغنية بالكثير من الموارد المتعددة، ولكننا في هذا الجانب من الدراسة سوف نستعرض جانبا مهما وهو المواد الطبيعية؛ نسبة لأهميتها الاقتصادية وسرعة العائدات بما تحققه من مؤشرات اقتصادية على السجل العالمي والإقليمية والمحلي الحديث.
وأن بدايات الحضارة التاريخية الاقتصادية في القارة الأفريقية بطرقها التقليدية البدائية الأولى عميقة ومرتبطة بعمق التاريخ البشري للإنسان الأفريقي، نجد ذلك متزامنا من خلال الوقت الذي بدأ فيه الإنسان يؤسس لوجوده من خلال بدايات حضارة (بابل) العريقة، نجد أن الإنسان الأفريقي في نفس ذلك الوقت يتجول في الأراضي الأفريقية الخصبة وبدأ تعامله وتفاعله مع الأرض بالزراعة والفلاحة ؛ نسبة لوفرة عوامل المياه الطبيعية من بحار وأنهار ومستنقعات وأمطار غزيرة وشمس ساطعة، وكذلك مع تعدد الأشجار والغابات وجنى الثمار المختلفة والحياة الطبيعية البرية، تعامل الإنسان الأفريقي الأول مع هذه الحياة بطريقة طبيعية وكان ينال حاجياته منها محافظا عليها ومتوازنا مع بيئته بقدر ما يكفيه للعيش فيها.
ثم تمكن الإنسان الأفريقي الأول بعد ذلك من حفر الأرض بغرض تأسيس بناء مساكن بدائية حتى تكون له وملاذا وأمانا، وذلك من خلال الاستفادة مما توفره له الطبيعة من أشجار وأخشاب وحفر تراب الأرض، وعبر ذلك الحفر بغرض البناء اكتشف الإنسان الأفريقي الأول معادن الأرض مثل النحاس والذهب وذلك منذ عهود مبكرة، قبل أن يتحرك في اكتشافها (الجرمانيون) القدماء وهم أول من عمل في مجال التنقيب في أوروبا، من خلال تجولهم في بعض الجزر والأراضي الأوروبية.
القارة الافريقية تتمتع بمناخ جيد و متنوع وبه انسجام نوعي متباين، حيث يلعب مناخ السافانا الغني والمشبع الدور الحيوي والهام في أجزاء كبيرة من القارة ويكسوها بالغابات ، ومنابع المياه المختلفة والخريف الجيد والتربة الخصبة والصالحة ؛ التي جعلت من القارة أن تكون غنية ظاهريا وباطنيا، حيث تحتل ثاني أكبر قارات في العالم من حيث المساحة، وتبلغ مساحة أفريقيا ثلاث أضعاف مساحة الصين وثلاث أضعاف مساحة أوروبا وثلاث أضعاف مساحة أمريكا ، هذه الخاصية والتميز جعلت اقتصاد القارة متنوعا من حيث الزراعة والتجارة والصناعة والموارد الطبيعية المتوفرة والمتباينة في 54 دولة. هذه الميزة أيضا جعلتها قارة مكملة لبعضها البعض في كثير من الأمور الاقتصادية. لذا تعتبر هي القارة الأولى في العالم والغنية بهذه الموارد الطبيعية.
لقراءة المزيد حمل الملف