[gtranslate]
#تقدير موقف #سلايدر

الأحداث والمتغيرات في الحرب السودانية

بقلم د. عبد اللطيف آدم موسى

المقدمة:

من أهم العوامل المؤثرة نحو الإقبال أو الترتيبات بما يتعلق بالعمل العسكري عند الحروب أو حدوث عملية تغيير انقلابي، فإنها تحتاج إلى رؤية ثاقبة وفكر مستنير، يرتقي بالفهم الجيد لدراسة الواقع والتخطيط السليم لرسم المستقبل واستراتيجية منهج التغيير، والعمل بنهج الموازنات والبدائل والمتغيرات المرتبطة بذلك الأمر.

ولذلك نجد أن عملية الحرب أو التغيير والتخطيط لهما تعتبر مسألة مهمة وحساسة وخطيرة، لذا فهي بحاجة إلى فكر وتخطيط من ذوي الخبرة والعلم والكفاءة والدراية وأصحاب القراءات السليمة، والملمين بكافة الأحوال والمؤثرات. 

كل هذه الأمور تعتبر ذات أهمية وتأتي في الأولوية، لأنها تستحق التأمل والتفكير بعمق، وتستبق عمليات التنفيذ والمواجهة والقوة َالمسلحة التي تعتبر الأداء المهم لتنفيذ تلك المقاصد وتحقيق الأهداف الفكرية التي وضعت من قبل صانعي التغيير، بالرغم من إنها عملية تغييرية مرتبطة بعامل القوة العسكرية والمواجهة ولكن نجد بقدر ماهي عملية تخطيط فكري وسياسي أساسي مرتبطة بالدراسة الجيدة والإلمام الكافي بأحوال المجتمع نفسه. 

لذا هذه المسالة تعتبر من أهم القواعد الرئيسة المرتبطة بالفكر الجيد الذي يشير ويؤدي إلى تنفيذ ذلك المنحني لعملية التغيير، أو الحروب عبر استخدام القوة والمواجهة المسلحة. 

كما نجد هنالك نهج آخر مكمل وموازي لتلك المفاهيم والقواعد الرئيسة لفهم الفكر السياسي المرتب، والتي تتلخص نحو مفاهيم القواعد العسكرية المحضة ومعادلاتها التي تقول بأن التخطيط السليم والمحكم مع عامل التدريب الجيد لأي عمل عسكري يجب أن يقلل من الدماء والخسائر في المعركة، وهنالك قاعدة ثانية أيضا تتماشى معها معظم جيوش العالم الرسمية والقانونية والمنظمة، والتي تقول يجب أن يكون حجم الخسائر في المعركة ألا يتجاوز ١٠٪ وفقا للخطط والتكتيكات الحربية المُعدة لعملية التنفيذ أو المواجهات العسكرية الميدانية. 

يضاف على تلك الأفكار تفعيل ونشاط العملية السياسية المرتبطة بالدبلوماسية الخارجية عند الأزمات وإشعال نار الحروب وما تلعبه من دور حيوي ومؤثر وهام عند نشوبها. 

إذن تلك المعادلات تعتبر هي الفارق الحقيقي ما بين جيش منظم وقانوني ومرتبط بمؤسساته العسكرية يقوده قادة أكفاء بطريقة علمية ونهج مدروس عبر الكليات الحربية ودورات التأهيل والتطور والمعرفة، وجيش آخر (مليشي) غير نظامي أو قانوني يصعب على من يقوده السيطرة علية عند الشدائد والكرب والمحن أو حينما تحل به فوضي الحروب.

هذه الأمور كانت واحدة من أهم أسباب تغير المعادلات والموقف وترجيح الكفة في حرب السودان الدائرة الآن ما بين الجيش السوداني وقوات مليشيات الدعم السريع.

 

لتحميل الملف اضغط هنا 

Leave a comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *