العلاقات الليبية التشادية إلى أين؟
يمكننا القول أن من أهم دول الجوار التي تركت ولازالت تترك تأثيرا مهماً في المشهد الليبي هي الدولة التشادية، فطبيعة العلاقة التاريخية بين البلدين، والجوار الحدودي، والارتباط الاجتماعي، والبيئة والظروف الجغرافية الواحدة ، خصائص لا يمكن تناسيها عند الحديث عن ليبيا وتشاد ، و مؤخراً منذ سقوط النظام السابق شهدت الأوضاع في ليبيا فترة من الاضطراب والفوضى ، مما أثر على مستوى العلاقات مع الدول المجاورة، بما في ذلك تشاد ، حيث استغلت العصابات المنظمة المسلحة عصابات التهريب لمجموعات الهجرة غير الشرعية وعصابات المخدرات والحشيش ، وبعض الجماعات الإرهابية الفراغ الأمني الحدودي والخواء الأمني وعدم استقرار السلطة في الدولة الليبية لتقوم بممارسة أنشطتها وتسهم في شيوع الفوضى والجريمة المنظمة وأعمال السلب والنهب ، ثم كان البعد الآخر المتعلق بتوافد فصائل المعارضة التشادية إلى الأراضي الليبية، و تمكنهم من استغلال الأوضاع والظروف غير الطبيعية للدولة الليبية ، فتحصلوا على كميات من الأسلحة والعربات المسلحة بطرق مختلفة، وأصبحوا في كثير من الأحيان وقودا ومرتزقة يتم توظيفهم في الصراع الليبي على السلطة الذي تغذيه أطراف إقليمية ودولية.
لذلك يمكننا القول أن البعد التشادي كان شديد التأثير في الأحداث التي حصلت في المنطقة الجنوبية، وفي حروب الشمال والوسط الليبي المختلفة، وبعد مقتل والده الرئيس إدريس ديبي ، الذي كان بسبب تداعيات هجوم قوات المعارضة التشادية جبهة “fact” على الأراضي التشادية، استطاع محمد ديبي الابن الوصول للسلطة ، وبدعم مقدم من فرنسا ليكون رئيساً للحكومة الانتقالية ، بعد ما وصفه معارضوه بأنه تجاهل تام للقواعد الدستورية التي كانت تفضي بتولي رئيس البرلمان السلطة، ولقد كان تأييد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عاملاً حاسمًا في عملية استلامه للسلطة ، وحرص بنفسه على حضور الجنازة وكان داعماً رئيساً لانتقال السلطة بحجة الحفاظ على الأمن، وعدم انزلاق البلاد إلى الفوضى، وأدرك الرئيس الابن مبكراً أن البعد الليبي شديد الأهمية ولن تستقر الأوضاع في البلدين مالم يتم إعادة ترتيب محكم للأوضاع الأمنية والعسكرية الحدودية بين البلدين.
لقراءة المزيد حمل الملف