الفاشر انتهاء سيطرة الدعم السريع على دارفور أم كارثة إنسانية
الباحث في الشأن الإفريقي: إسحاق عبد الرحمن
قبل الحديث عن ما يجري في السودان، لا نستطيع تجاوز الحقائق التي تتحدث عن السودان فهو يحتل المركز الثاني في إنتاج الذهب على مستوى القارة الأفريقية، إذ يبلغ إنتاجه السنوي أكثر من 90 مليون طن وبقيمة تصل لخمسة مليارات دولار، كما عُرف عنه أيضاً بسلة غذاء العالم بإجمالي مساحة أراض زراعية تبلغ نحو 216 مليون فدّانا، وتتعدد موارده من فضة ونحاس ويورانيوم وثروة حيوانية، كل ذلك بالتوازي مع موقع جيوسياسي يعتبر البوابة للقرن الأفريقي، لذلك لا نستغرب إن ما يختفي حول مبررات إطالة أمد الحرب أسباب تتجاوز الواقع المحلي السوداني الي الواقع الإقليمي والدولي ، رغم فظاعة ما يحصل على الأرض من مآسي وكوارث ولم تكن أحداث مدينة الفاشر بمعزل عن ذلك ، فرغم النداءات والمناشدات الدولية المتكررة لأطراف النزاع في السودان بضرورة تفادي الدخول في معارك التي قد تؤدي إلى حدوث كوارث إنسانية خصوصاً بانفجار القتال في المناطق التي تشهد استضافة لأعداد كبيرة من النازحين ، تستمر المعارك العنيفة وتتبادل الأطراف السودانية الاتهامات بالمسؤولية عن الفظائع التي تحصل .
فمدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور والتي يبلغ عدد سكانها نحو 1.8 مليون نسمة لم تكن استثناء، فهي إحدى المدن التي شهدت في الآونة الأخيرة احتضان مئات الآلاف من النازحين الهاربين من القتال في مناطقهم، بل إن التحذيرات الدولية والإقليمية تؤكد أن المدينة تؤوي ملايين النازحين الذين فروا من مدن الإقليم المضطرب جراء الصراع والمناطق السودانية الأخرى، لذلك فهي تحذر جداً من أي اجتياح للمدينة الذي قد ينذر بنتائج كارثية خصوصاً بوجود أعداد مسلحة كبيرة تمثل الجيش والحركات المسلحة.