المردود الاقتصادي للثروة المعدنية على الاقتصاد الإفريقي
بقلم الدكتور عبد اللطيف آدم
القارة الأفريقية حُبلي بالمعادن النفيسة والمختلفة والمتنوعة وتمثل أكبر مورد اقتصادي منذ التاريخ، وكذلك تعتبر المعادن من أهم أسباب ودوافع المستعمر الأوربي وتكالبه على استعمار القارة، حيث برز ذلك الاهتمام من خلال مؤتمر (برلين) الأوروبي الذي انعقد عام 1885م والذي كان الهدف منه الاتفاق حول تقسيم القارة الأفريقية بين الأوروبيين من أجل الاستعمار، ومن ثم التمكين من وضع الأيادي على الموارد الاقتصادية بما فيها المعادن.
أفريقيا بحاجة إلى مزيد من الدراسات للمعادن بالأخص في دول أهمها أفريقيا الوسطى وتشاد والنيجر والجزائر وغيرها جميعها حُبلي بالمعادن النفيسة.
ومن أهم هذه المعادن الذهب والفضة والبلاتين في الأحجار المعدنية النفيسة التي يكتشف العالم منها كل يوم أصنافا وأنواعا متجددة.
عموما تعتبر مسألة إنتاج المعادن علما واسعا، والأهم من ذلك عوامل المرجعية لتحديد الإنتاج وميزانية التكلفة والاستشارات والجوانب الفنية من فحص وقياس لبيان جودتها والتي يحدد من خلالها العائدات الاقتصادية الجيدة.
لأني لازلت أقول بأن أفريقيا معظم ثروتها وقوة اقتصادها لا يزال في باطن أراضيها الحبلى بالكثير.
فالثروة المعدنية من أهم الثروات الطبيعية الموجودة في عالمنا، كما أنها تمثل عماد الحياة المعاصرة، واكتشافها وحسن استثمارها يساهم بشكل كبير في نمو وتطور اقتصاديات الكثير من الدول؛ مما ينعكس إيجابيا على حياة شعوبها، ويزيد من تطورها في مختلف مجالات الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والعلمية.
ونظرا للأهمية الكبيرة التي يحتلها استثمار التعدين يلاحظ أن جميع الدول تعمل جاهدة لتهيئة البيئة والظروف من خلال سن القوانين والمناسبة سواء إصدار التشريعات التي يمكن أن تساعد على استقطاب المدخرات الوطنية والاستثمارات الأجنبية أو من خلال جعل القوانين الموجودة أصولا أكثر مرونة وملائمة لجذب الاستثمارات، ويمكن القول إن عملية الاستثمار لابد أن يرافقها مستوى معين من المخاطرة وبالمقابل لا بد وأن تحقق أعلى مستوى من العائدات.
التعدين من أهم الاتجاهات الاقتصادية الواعدة ، التي يمكن أن تؤثر في نمو الناتج القومي و نهضة اقتصاد الدول خلال السنوات المقبلة إذا ما استغلت بشكل أمثل ، وتم تنظيم العمل التعديني ، إذ تعد الثروة المعدنية من أهم المصادر التي تشكل القاعدة الأساسية ، التي يعتمد عليها التطور الاقتصادي و الاجتماعي في أي بلد حيث تشكل أهم الروافد للاقتصاد الوطني من خلال مساهمتها بشكل فعال في تشغيل الأيدي العاملة المحلية و عائدات الدخل القومي بعملات صعبة عن طريق التصدير ، هذا بالإضافة إلى إحداث تنمية في مناطق التعدين و خاصة في مجالات التعليم ، والصحة ، المياه.
ويُعد تنشيط الحركة الاستثمارية بهدف رفع معدلات النمو الاقتصادي والرخاء الاجتماعي، أحد أهم مقومات التقدم والازدهار بالنسبة للدول، كما يعتبر الاستثمار التعديني القاسم المشترك لمعظم التجارب التنموية في العالم، وتُعد جنوب أفريقيا الأغنى والأكثر تنمية بين دول أفريقيا، وتنتج نحو 40% من البضائع الصناعية في أفريقيا وحوالي 50% من المنتجات التعدينية، ومن أهم معادن جنوب أفريقيا المنتجة بلا جدال الذهب والماس والفحم، إلى جانب الحديد والنحاس والأسبستوس واليورانيوم.