زين بادا يحصد نتائج أفعاله
بقلم الباحث التشادي / عبد الله حسانين
أحاديث مختلفة في المجالس السياسية خلال الأسبوع في العاصمة تصب في مسألة رفض ملف محمد زين بادا عباس الأمين العام للحزب الحاكم المترشح للانتخابات التشريعية التي ستجري في 29 ديسمبر2024 المقبل، وما سبب الرفض الذي تم؟ يذكر البعض أن الرفض ما هو إلا نتيجة لأخطائه المتكررة وكبريائه التي عمت بصيرته من رؤية الواقع السياسي في البلاد بعين حكيمة ، ففي وسائل التواصل الاجتماعي والصحف الالكترونية تعتبر القضية مادة دسمة تلوكها الألسن في بعدها المنظور أو الاستراتيجي لنظام الحكم ، وقد جرت أحاديث مطولة عن الموضوع من عدة زوايا فهناك من يعتقد أن الرفض من قبل الوكالة بسبب عدم إخلاء الطرف من الشرطة أو عدم صدور قرار قضائي لصالح الإعفاء الرئاسي الذي حصل عليه بتهمة اختلاس المال العام تجعله رهينة للمكائد في مثل هذه المواقف ، فيعتقد البعض أن الأمر تم بتوجيه سام نتيجة للتسريبات التي انتشرت في الساحة ونصبت إليه محتواها التي ذكرت أنه تواصل أي زين بادا مع رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي السيد موسي فكي (تشادي الجنسية) عبر الهاتف وقيل أنه عرض لفكي الترشح للانتخابات الرئاسية للفترة التي ستعقب الانتقالية التي سيديرها زين بادا بنفسه بعد الإطاحة بالفريق محمد إدريس ديبي بعد أن يتم انتخابه رئيسا للبرلمان ، ويحكي أن التسريبات جاءت من عمل استخباراتي إسرائيلي علي هاتف رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي ، لكن المتابع للوضع داخل الحزب الحاكم يدرك بأن محمد زين بادا جاء إلي الأمانة العامة لحركة الإنقاذ بحسابات وطموحات لا تصب في مصلحة الحزب بقدر ماهي لصالحه وزمرته ، وعمل علي تشتيت اللوبيات والتكتلات داخل حزبه وإزاحة شخصيات نافذة وإقصائهم من الساحة بسبب عدم الإذعان والخضوع له ، وعين في مواقع قيادية في الحزب من الموالين له ، بعضهم من غير المؤهلين سياسيا بشكل جيد ولا حتي من ذوي الكفاءات العلمية ، فقد ركز في اختيار من يشبهونه في السلوك أخلاقيا وسياسيا ، وحينما كلفه رئيس الجمهورية بتكوين تحالف تشاد الموحد الذي ضم عددا كبيرا من الأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني لدعم برامج رئيس الجمهورية في الاستفتاء بنعم علي الدستور الجديد ، تعامل زين بادا مع أعضاء التحالف الجديد بغير رغبة حقيقية لتمرير مخططات وبرامج الرئيس، كما حاول إقصاء البعض من التوقيع علي وثيقة التحالف وخاصة السياسيين العسكريين الذين عادوا إلي البلاد بموجب اتفاقية الدوحة ، بحجة أنهم لم يتحولوا إلي أحزاب سياسية وقد أعلن ذلك صراحة في لقاء تم بدعوة الجميع لمساندة الرئيس ، وأكد في حديثه أنه لا يريد أن يسمع مصطلح السياسيين العسكريين ، فتدخل الرئيس ليسمح لهم بالتوقيع علي وثيقة التحالف الداعم له ، ثم عمل على إنهاء التحالف وفك الارتباط بين النظام والأحزاب الحليفة في اجتماع دعا له؛ ليعلن للجميع عن نهاية التحالف وعلى كل حزب أن يخوض الانتخابات بمفرده ليجتمعوا من جديد في تحالف داخل البرلمان وكان هذا الإعلان قد أغضب الكثيرين وخاصة الذين كانوا يعتمدون علي النظام للدخول في البرلمان المقبل وكل هذه الإجراءات كانت من تدبير زين بادا الذي يعلن دائما أن تنظيمه السياسي ليس بحاجة لهذا العدد الكبير من الحلفاء ، وها هو اليوم يحصد نتيجة أعماله وأفعاله مع الآخرين وليس هناك من يبكي عليه ويتحسر على خروجه بهذه الطريقة من الساحة السياسية غير عشيرته من شيوخ الكانتونات التي كان يغدق عليهم بالمال ويهديهم السيارات ، فهم الوحيدون الذين أصدروا بيانا يتيما بطابع سياسي يطالبون رئيس الجمهورية بالتدخل لصالح زبن بادا ليترشح مثل الآخرين في الانتخابات البرلمانية المقبلة.
المقال يعبر عن رأي صاحبه، ولا يعبر بالضرورة عن السياسة التحريرية للموقع