سفريات الرئيس محمد ديبي بين الواقع والمأمول
بقلم / رخيص على شحاد
منذ أن تولى محمد ادريس ديبي (كاكا) رئاسة الفترة الانتقالية وما بعدها، إذ نلاحظ كثيرا من السفريات المتكررة تارة إلى فرنسا وأخرى لدول مختلفة، يتناولها الإعلام التشادي لغرضين هما؛ تعزيز العلاقات الثنائية وسبل التعاون، أو المشاركة في قمة ما! إلا أنه لم نتوصل حتى هذه اللحظة إلى مردود هذه السفريات لتغيير واقع ملموس على الارض يستفاد منه الشعب والبلد من الناحية الاقتصادية وتحريك عجلة التنمية والتجارة الداخلية لتخفيف المعاناة والحرمان المعاش.
فمن ضمن جولاته الروتينية توجهه إلى فرنسا مطلع هذا الشهر للمشاركة في القمة الفرانكفونية بدعوة من الرئيس الفرنسي ومنها إلى أبو ظبي دولة الإمارات واستغرقت هذه الزيارة أكثر من أسبوع وبحسب المصادر كانت الزيارة قد شملت رئيس مكتبه السابق إدريس يوسف بوي.
وسرعان ما أنهى زيارته الطويلة فعاد الى تشاد حاملا مرسوما تم إعلانه بشكل عاجل عُين فيه القائد العام للجيش الجنرال على أحمد أغبش، وزيرا للأمن العام.
هذا الإجراء غير الطبيعي أثار جدلا واسعا مما دفع العديد من المهتمين الى التساؤلات والتكهنات التالية:
- – هناك من يتساءل عن الإقامة الطويلة في أبو ظبي في ظل هذه الأوضاع المضطربة سياسيا وأمنيا داخليا وخارجيا؟
- – الخلافات داخل قبيلة الزغاوة وانقسامها حول الحرب في السودان واقتراب سقوط مدينة الفاشر لصالح قوات الدعم السريع ومع تزامن خطاب حميدتي الأخير، هل له علاقة بالزيارة؟
- – هل اختيار أغبش في هذا التوقيت، لشيل الكليح ومواجهة الأسرة الحاكمة التي بدأت تشكل تحديا وتهديدا واضحا لاستقرار كاكا على الكرسي المكسور أصلا؟
- – هل أغبش قدر هذا الفخ والتحدي؟
المعلوم لدى الجميع موارد الدولة التشادية والسلطة والسلاح تم توزيعها بشكل غير عادل حيث تتحكم أسرة الرئيس الحاكم منذ ثلاثة عقود الماضية وللآن في كل شيء في الدولة التشادية والمؤسسات، على هذا الأساس أعتقد ليس من السهل إعادة ضبط هؤلاء من جديد إلى طاعة كاكا والانصياع لسياسته المزدوجة.
تدور في أذهان الكثير من المهتمين تساؤلات وتكهنات قد تجيب عليها الأيام المقبلة القريبة.
المقال يعبر عن رأي كاتبه ولا يعبر عن سياسة الموقع