[gtranslate]
#إصدارات ومرئيات

قراءة في كتاب الفساد السياسي في بلدان أفريقيا جنوب الصحراء ج3

غلاف كتاب3-01

يسر مركز الوعي للدراسات الإفريقية أن يستكمل الإضاءات حول كتاب الفساد السياسي في بلدان أفريقيا جنوب الصحراء، انعكاساته وآليات مكافحته، والذي يُعالج فيه مؤلفُه مصطفى خواص ظاهرة الفساد السياسي في أفريقيا جنوب الصحراء. وفي هذه الإضاءة نركز على أهم مصادر الفساد السياسي في بلدان أفريقيا جنوب الصحراء نموذجا، والتي عدد فيها ” خواص” جذور الفساد السياسي المختلفة.

 

أهم مصادر الفساد السياسي في إفريقيا جنوب الصحراء

يعتبر البحث عن مصادر الفساد السياسي في إفريقيا جنوب الصحراء من المهمات الصعبة لكنها ضرورية، تشير الدراسة بداية إلى الجذور السياسية والتاريخية التي يستند إليها الفساد من الاستعمار الغربي والآثار التي خلفها إلى أنظمة الحكم الاستبدادية التسلطية كيف ساعدت على تحول الفساد إلى ظاهرة اجتماعية ثم البيروقراطية الأفريقية.

 

الجذور السياسية التاريخية للفساد السياسي في إفريقيا جنوب الصحراء:

المطلب الأول: الاستعمار الغربي:

بدأت مرحلة التنافس على إفريقيا جنوب الصحراء مبكرا، منذ إعلان بابا الكنيسة الرومية الكاثوليك بإعطاء البرتغال النصف الشرقي وإعطاء إسبانيا النصف الغربي، الأمر الذي رفضته الدول الأوربية ثم التفاهم بينهم في مؤتمر برلين 1885 على تقسيم مناطق النفوذ لكل دولة استعمارية ؛ فسيطروا على المواد الخام والأيدي العاملة الرخيصة والأسواق والنفوذ  . 

قبل مجيء الاستعمار شهدت إفريقيا ممارسات ديمقراطية كمشاركة الجمهور في إدارة الأمور العامة للدولة وفض المنازعات وتسيير الأمور ، حيث كان مبدأ مشاركة الجمهور مبدأ راسخا فيى مجتمعات الكيكويو في شرق إفريقيا ، التيف و الايغبو في نيجيريا  . 

على النقيض كانت هناك ممارسات غير ديمقراطية مثل اعتبار السلطة حق عائلي مكتسب في قبائل الهوسا والفولاني في غرب إفريقيا ، وعرفت قبائل الزولو حكما عسكريا في جنوب إفريقيا . 

 

مخلفات الاستعمار في تأسيس منظومة الفساد في إفريقيا جنوب الصحراء

  • – جاء الاستعمار وخلف وراءه آثارا لا تندمل، إن الفساد كمنتج تم إدخاله مع الاستعمار، ومن هذه الأمورخلق نظام اقتصادي نقدي لم يكن يعرفه أبناء القارة السوداء، وطريقة جمع الضرائب، حيث عمد الاستعمار إلى شيوخ القبائل والمتعاونين في جمع الضرائب نظير 10% يأخذونها من قيمة الضرائب، والتي تحولت بعد ذلك إلى ممارسات تعمق الثراء والكسب غير المشروع. 
  • – قاعدة فرق تسد التي استخدمها الاستعمار لتثبيت أركانه في الأراضي الإفريقية  ، حيث عمد إلى تقريب عشيرة أو قبيلة يكون لها الحق في خدمة الاستعمار والعمل الإداري ، في مالاوي قامت بريطانيا بمنح امتيازات لقبيلة نجوندي ، وقبيلة التوتسي في رواندا وبورندي ، قبيلة الإيبو في نيجيريا ، فاستفاد شيوخ القبائل من الامتيازات حيث تعليم أولادهم في أوروبا ، والعمل في إدارة الدولة ، أي لها فرص اقتصادية جعلتها تتميز عن نظيراتها من القبائل الأخرى ، وشعر أبناء تلك القبائل بتميزهم عن غيرهم من أفراد المجتمع. 
  • – التوجه نحو الخارج ، إذ تم إشاء روابط اقتصادية من الإنتاج ووسائل الإنتاج مع القوى الاستعمارية قائمة على تبعية سياسية لا يمكن الفكاك منها حتى بعد الاستقلال. 
  • -نظام الادارة الاستعمارية وشعور المواطن الإفريقي بالاغتراب ، جعله يلجأ إلى طرق ملتوية بعيدا عن هذه الإدارات والهياكل وقواعدها ، وهنا يظهر الفساد كأسهل حل للالتفاف على هذا الكيان المصطنع.

المطلب الثاني : النظم الديكتاتورية والسيطرة الأبوية:

Leave a comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *