[gtranslate]
#إصدارات ومرئيات

قراءة في كتاب الفساد السياسي في بلدان أفريقيا جنوب الصحراء ج4

غلاف كتاب4-01

يسر مركز الوعي للدراسات الإفريقية أن يستكمل الإضاءات حول كتاب الفساد السياسي في بلدان أفريقيا جنوب الصحراء، انعكاساته وآليات مكافحته، والذي يُعالج فيه مؤلفُه مصطفى خواص ظاهرة الفساد السياسي في أفريقيا جنوب الصحراء. وفي هذه الإضاءة نركز على صور الفساد السياسي في بلدان أفريقيا جنوب الصحراء نموذجا، والتي عدد فيها ” خواص” صور الفساد السياسي المختلفة.

 

صور الفساد السياسي:

يقول الكاتب أن هناك صورا عديدة للفساد السياسي في البلدان الإفريقية ولكننا سنقتصر على الصور الشهيرة والمعروفة منها، والتي يستدل بها على وجود الفساد السياسي كما وضحها الدكتور مصطفى خواص على النحو التالي: 

1- الاستبداد السياسي: 

هذا الشكل من الفساد هو أساس كل الفساد السياسي وركيزته الكبرى، وهو الباب الذي إذا فتح دخلت منه كل أشكال وأصناف الفساد الأخرى، ويعرف الاستبداد السياسي في اللغة بغرور المرء برأيه وعدم قبول النصيحة، أما في الاصطلاح فمعناه تصرف فرد أومجموعة حاكمة في حقوق الناس بمشيئتهم الخاصة دون خوف من محاسبة أو مساءلة أو عقوبة. 

الاستبداد يشمل الجماعة أو  الفرد المطلق الذي يحكم بالقوة أو الوراثة  ،  كما تشمل الجماعات أو الفرد المنتخب غير المسؤول . 

2- حكومة اللصوص (اللصوقراطية): 

وتعني حرفيا حكم اللصوص أو حكومة اللصوص وهي من أشد صور الفساد خطورة، حيث تسيطر مجموعة فاسدة على كامل الدولة وتقوم بسرقة وخصخصة الأموال العامة، ويصبح كل عمل تقوم به الحكومة يستهدف تحقيق الربح للنخبة الحاكمة أو للشخص الحاكم.

3-الرشوة والابتزاز:

وهي من أشهر صور الفساد المعروفة على الإطلاق، يعرفها جوزيف ناي على أنها ” استعمال جائزة لإفساد شخص في موقع ثقة “، إذن الرشوة تكون سابقة لقرار أو حكم ما يعمل صاحبها على دفعها من أجل الحصول على خدمة لا تحق له قانونا، أو تعطيل تطبيق قاعدة ما قد يتأذى منها في حال تطبيقها مثل عدم إجراء الإجراءات القانونية على البضائع في الجمارك والمطارات أو غض الطرف عن الاشتراطات الصحية في المصانع وغيرها. 

4- البقشيش:

يختلف عن الرشوة، فالرشوة تقدم لتغيير سلوك مسؤول، أما البقشيش يقدم لمسؤول صغير أو موظف صغير من أجل تسريع الإجراءات خوفا من التعطيل أو التأخير أو المماطلة، وعادة ما يكون مبلغا صغيرا من المال. 

5- الزبونية:

لغويا تعني الصرف والدفع والمجازفة لأخذ الحاجة وهذا لا يبتعد كثيرا عن المعنى الاصطلاحي ” الانتفاع المتبادل ” داخل شبكات اجتماعية وسياسية تنشأ عن طريق المصاهرة، العلاقات العرقية، الدينية، اللغوية، وهي في الغالب ترتكز على ثلاثة أنماط: 

  • شبكة معاونة تتشكل حول رجل يتمتع بسلطة ما وتزول بزوال السلطة .
  • شبكة تتشكل بناء على العصبيات التقليدية ( الأسرة – القبيلة – الجماعة – الدين .. ) .
  • شبكة تتشكل بناء على العصبيات الحديثة  ( النقابات – المنظمات المدنية  – الأحزاب .. ) .

6- سوء التسيير الانتخابي:

والفساد الانتخابي يعني السماح بوصول الفاسدين إلى قبة البرلمان أو المراكز الحكومية، وبالتالي التأسيس للفساد التشريعي ويكون عبر شراء الأصوات الانتخابية بشكل مباشر أو غير مباشر. أو عن طريق شراء دعم الأحزاب والجماعات لضمان النجاح ثم المحاصصة في المراكز الحكومية ، ويمكن الفساد أن يكون بشكل آخر عن طريق العصبيات في العملية  الانتخابية ( عرقية – لغوية – دينية – مذهبية ).

 

7- البحث عن الريع:

وهي عملية المزاوجة بين مصالح السياسين الفاسدين وجماعات الضغط والمصالح، فالسياسي الفاسد يبحث عن تمويل لحملاته الانتخابية والثاني يسعى لتوجيه السياسات العامة للدولة وفق مصالحه الشخصية، فعندما يصل السياسي الفاسد إلى السلطة يوجه السياسات العامة كي تخدم مصالح جماعات الضغط. 

8- الاختلاس:

قيام الموظف بتحويل الأموال العامة العينية أو المنقولة لمصالحه الشخصية أو استغلال المصادر العامة لنفس المصلحة أو تبديدها لصالحه أو لصالح طرف آخر. 

9- المحسوبية والمحاباة:

دعم الأقارب والأصدقاء من أجل الحصول على مزايا ما كانوا ليحصلوا عليها لولا تلك القرابة (الحصول على وظيفة – الفوز بعقد توريد إلى إدارة عمومية – تجنب الضرائب …..) 

10- إعاقة سير العدالة: 

عن طريق ممارسة الضغط المادي او المعنوي على رجال العدالة من قضاة ومحلفين وشهود وضحايا إذ أن نجاة الفاسد والمفسد تفرض عليهما السعي لإفساد العدالة وتقويض محاولة وصولها إلى تطبيق القانون. 

11- الإثراء غير المشروع: 

الثراء هو الهدف الأسمى للفاسد والمفسد، فكل زيادة غير منطقية لا يمكن تبريرها تفسر على أنها إثراء غير مشروع.

Leave a comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *