كشف تسريب صادم حول المحادثات بين وزير التعليم العالي توم إرديمي والأمين العام للرئاسة محمد ألحبو في أعقاب الوفاة المأساوية ليحيى ديلو
حصلت “تشاد ون” على تسجيل لمكالمة هاتفية مثيرة للقلق جرت في 28 فبراير 2024 بين توم إرديمي، وزير التعليم، ومحمد ألحبو، الأمين العام للرئاسة. في ذلك اليوم، بينما كان رئيس الوزراء ماسرا في مهمة رسمية بالولايات المتحدة، حاصر الجيش مقر حزب “الاشتراكيون بلا حدود” (PSF)، حيث كان زعيم المعارضة يحيى ديلو داخل المبنى. وبعد بضع ساعات، قُتل ديلو على يد عناصر من جهاز الأمن الوطني (ANS) في ظروف معروفة.
وخلال هذه المكالمة الهاتفية، بدا أن محمد ألحبو كان أكثر انشغالاً بأمور تتعلق بمرسوم وزاري من اهتمامه بمصير ديلو المأساوي. فقد اتصل ألحبو بإرديمي، وهو خال ديلو ورئيس الوزراء بالوكالة، ليحثه على توقيع مراسيم تتعلق بوزارة الطاقة التي تديرها السيدة أليكس ناييمباي. ويبدو من هذه المحادثة أن هناك نوعاً من التواطؤ بين الرجلين، حيث تبادلا ألقاباً ودية – “أبو لطيفة” لتوم إرديمي و”أبوعاش” لمحمد ألحبو. ووفقًا للتسجيل، وعد ألحبو إرديمي بـبعض براميل الوقود مقابل توقيعه على المرسوم.
الأمر الأكثر إثارة للقلق هو السخرية التي تحدث بها إرديمي عن معاناة ابن أخيه يحيى ديلو، حيث وصفه بـ البلطجي الذي “يتجاهله”، بينما رد ألحبو باستهزاء قائلاً إن”عقله قد انقطع”. هذه العبارات القاسية جاءت بينما كان يحيى ديلو محاصراً من قبل عناصر جهاز الأمن الوطني، قبل ساعات قليلة من مقتله.
تقدم هذه المحادثة لمحة مرعبة عن اللامسئولية الأخلاقية التي يبدو أنها تؤثر على بعض أفراد النخبة السياسية في تشاد، وتسلط الضوء على التواطؤ المحتمل لبعض المقربين من يحيى ديلو في اغتياله. يبدو أن المصالح الشخصية والعشائرية قد طغت على حياة رجل أحب وطنه وكان لديه رؤية شاملة للحكم.
تواصل معنا