[gtranslate]
#حدث و تعليق

مزارعو النيجر.. هدف سهل للإرهاب 

بقلم : مرتضى أحمد

وكالعادة يعيد الجيش في النيجر تأمين موسم الحصاد الذي ينتظر المزارعون قدومه بفارغ الصبر على ضفاف نهر النيجر، وكالعادة  لا تمل الجماعات المسلحة التي توصف بأنها إرهابية  معاودة تكرار الهجوم على المزارعين وترويعهم وإتلاف محاصيلهم ، إن تعمد اختيار المسلحين لمنطقة “تيلابيري” المحاذية للحدود مع مالي وبوركينا فاسو، ومناسبتها لعملياتهم وإجرامهم، ليعبر عن استراتيجيتهم في إشاعة العنف والفوضى في الدول الثلاث ، والتأكيد على أن المنطقة لن تنعم بالاستقرار في ظل تحكم الحكومات التي تحكم هذه البلدان، وعدم تحقيق مطالبهم المختلفة ، وقد دأبت الجماعات المسلحة التي تقدم نفسها بأنها إسلامية على أن تنشط في منطقة الحدود الثلاثية بين النيجر ومالي وبوركينا فاسو، التي باتت تعد واحدة من أخطر المناطق في العالم، حيث سبق وأن أعلن المسلحون فيها مبايعتهم  لتنظيمي “القاعدة” وتنظيم “داعش”.

وفي السنوات الأخيرة شهدت هذه المنطقة عددا من الحوادث المؤلمة ، حيث إنه في العام 2021، أعادت السلطات إلى تيلابيري 12 ألف شخصا ممن نزحوا من قراهم، بعدما كانوا قد فروا في إثر سلسلة هجمات أو تهديدات أطلقتها جماعات مسلحة في وقت سابق، وفي العام 2022، شهدت المنطقة أزمة غذائية حادة بسبب شحّ الأمطار وهجمات مسلّحين، وقد قُتل مزارعون كثر تجرّأوا على الذهاب لزراعة حقولهم، ثم في منتصف أبريل الماضي ، اتُهمت بوكو حرام بضرب أعناق تسعة أشخاص في كمائن نصبتها في أربعة قرى زراعية على الأقل في ” شيرورو ” ، وأدت تلك الهجمات إلى خروج القوات المسلحة النيجرية من المنطقة، وغادرها المئات من أهلها.

لذلك السؤال الذي يطرح نفسه ويتبادر إلى الذهن الآن هو عن خلفية اشتداد شدة الهجمات وتماديها في إحراج الحكومات التي تسببت في تفريغ دولها من التواجد الفرنسي الذي أطلق في السابق عدة عمليات لملاحقة الجماعات المسلحة الإرهابية، ما دوافعها الآن ومن يقف وراءها ومن يدعمها ويمولها حتى تنجح في الاستمرار.

خصوصاً أنه وفقاً لمشروع بيانات مواقع وأحداث النزاع المسلح، فإنه قتل ما لا يقل عن 1149 شخصاً في سياق العنف السياسي في النيجر في عام 2023، أكثر من ثلثهم من المدنيين.

ويأتي التساؤل مرة أخري حول تلك الأنظمة هل لازالت لم تعِ أن العودة لاتفاقية الجزائر الموقعة في 2015 بين الفصائل المسلحة في شمال مالي والحكومة المالية قد تسهم في تخفيف حدة التوتر والقضاء عليه، وأنه قد يريح المنطقة من تبعات استغلال احتياج واحتجاج الجماعات المسلحة من قبل أطراف دولية تسعى لتصفية حساباتها مع بعض باستخدام أوراق محلية واستغلال الفوضى. 

 

 

Leave a comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *